مراجعة رواية " أجيج " للكاتب أسامة المسلم

قد يحاول المرء الهروب من الحياة بأخد غفواة ربما ... استراحة محارب من نكبات الحياة ولكن ... ماذا لو لم تستطع نيل تلك الاستراحة؟ ماذا لو كان ينتظرك في عالم الأحلام كوابيس تؤدي واقعك بشكل مرعب؟

تقف "يسرا" على ناصية الطريق منتظرة أخاها الذي وعدها بأن يقلها إلى المنزل، إلا أن الانتظار قد طال، ولهيب الشمس كاد أن يحرقها ... فاستسلمت للأمر الواقع وقررت المشي إلى منزلها. حيت كانت والدتها منتظرة إياها متوعدة بسيل من الغضب لتأخرها وعدم مساعدتها في الاستعداد لضيوف مرتقبين في المساء.

يحكي الروائي -ضمنيا- مدى غربة "يسرا" ضمن أسرتها المكونة من أب، وأم، وأخ، وأخت، بسبب نوبات غريبة تصيبها وتؤثر عليها وتسبب لها في أحيان كثيرة إصابات وكدمات، إلا أن استمرار الأعراض لسنوات وعجز الأطباء عن تشخيص واضح للحالة أدى إلى نبدها من خلال أفراد عائلتها بإستتناء الأب.

وزيارتها كمحاولة نهائية إلى الطبيب النفسي محاولة فهم ما سبب الكوابيس والأوهام البصرية والسمعية التي تحدت معها في أحيان شتى. إلا أن الأمر لم ينفع إلا ببعض المهدئات ...

غير أن هاته المرة ومع حضور الضيوف بدأت نوبة "يسرا"، مما أثار غضب الأم بشكل كبير وطلبت من أخيها تلقينها درسا لا ينسى، ولكنه وجدها مصابة أصلا ومتعرضة لأذى جسدي كبير مجهول السبب.

وبعد إبقائها في المشفى لبضعة أيام عادت إلى منزلها وقد لاحظت خوف الجميع عليها. وفي تلك الأثناء تتصل صديقتها "دينا" لتسألها بضعة أسئلة محاولة اكتشاف ما الخطب مع صديقتها لتخبرها عن شكها بكون "يسرا" "مصابة بمس شطآني" وإخبارها عن طريقة لاستدعائه وطلب الرحيل منه.

غير أن استدعاءه أتى بنتائج عكسية أدت إلى أذية الجميع وتعرضهم لإصابات بليغة نتيجة انتقامه منهم فرد فرد.

وطلب "يسرا" منه الرحيل ... وكان -بالفعل- ما أرادته. غير أن دينا لاحظت وجود كدمة جديدة بعنق صديقتها ... وتهرب "يسرا" من إعطاء أي تفسير، فهل عاد ...؟

تقييم قارئ الكتب :

الرواية تتمتع بأسلوب سلس، سهل وبسيط ومثير للفضول بأحداث قد تبدو بسيطة إلا أن الغموض يكتنفها بشكل مبتكر.

إن كنت من هواة هذا النوع من الأساليب فقد وجدت ضالتك...

ملاحظة :

- إن لم تقرأ الرواية من قبل نشجعك على فعل ذلك. فقد يكون التلخيص مفيدا لكن الرواية ممتعة و الإبحار في الأحداث و تفاصيل الصفحات لا يمكن الإستغناء عنه.