مراجعة رواية "النظرات" للكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي

ما رأيك بالتجول قليلا داخل مقالات من مختلف الميادين يصطحبك فيها الكاتب "مصطفى لطفي المنفلوطي"

بكثير من المشاعر ووابل من الحكمة ولن تخرج منها خالي الوفاض بل ستحمل معك من الكلمات ما قد يغني معجمك ويغذي فكرك ... إنها صفقة رابحة على كل المقاييس.

فأي من هاته أو تلك قد تكون غنيمتك من كتاب قل نظيره كهذا ...

سيدي القارئ/ سيدتي القارئة :

إن الكتاب الذي بين أيدينا اليوم لم يكن ولن يكون أبدا مجرد اسم مر أو سيمر علي .... إنه كتاب أرسله الله رحمة إلي في أحلك ليالي وأكثرها سوادا حين رأيت والدي وأنا ذات 13 عاما جسدا هامدة، وقد وافته المنية. تاركا إياي في أولى خطوات حياتي تائهة كأني ألقيت من علياء السماء إلى صحراء جرداء قاحلة بين ليلة وضحاها ...

لا زلت أتذكر مرارة حلقي ووهن جسدي وأنا أكابد أيامي الأولى ... لم يكن بالأمر الهين، وحاشاه ربي أن يبصر التيه في روحك فلا يحوله يقينا.

وذاك تمام ما أحدثته داخل روحي مقالات "مصطفى لطفي المنفلوطي". فقد كان بمثابة الأب يسرد أمام ناظري رأيه في شتى مواضيع الحياة ... بأسلوب بهي تألف له الأرواح، إن رجلا مثله له من الحكمة ما أفتقر إليه وأنا في بداية عمري ساعدني كثيرا لأتجاوز ألمي ذاك.

فقد تطرق في أولى صفحات كتابه إلى الغد- وكمْ كنت أخشى الغد- باعتباره لغزا صعب الحل، لا يدرك المرء ما قد يحمله إليه بين ثناياه. ورسالته إلى "المحزون" وما أحوجني إليها حيت أسكنت كلماته جمرة لهيبي وغطت جرحا داميا لا يبصره أحد.

وأسهب الحديث في مقالاته عن أمور شتى، أخذا بيدي كلمة بكلمة إليها ... كحديثه عن "الفضيلة" و "الرحمة" و "مساعدة الغير" والتالف بين مختلف الطبقات الاجتماعية، فيحن الغني على الفقير ويكرمه متى استطاع إلى ذلك سبيل.

كما أننا نرى ذاته معنا ضمن قصص متنوعة كالحديث عن فقيده وفلدة كبده... صغيره الذي غادره، ومعاناته من فقدان شخص عزيز وذاك ما كنت أدرك مرارته حقا.

لقد تناول الكاتب في مختلف الأجزاء مواضيع كثيرة، "كالبيان"، وسحر "الكلمات"، و "الكأس الأولى"، و "مناجاة القمر"، و "الحب والزواج"، و "الإحسان في الزواج"، كما ذكر بعضا من علماء الأمة، كمقالته عن "جورجي زيدان"، كما لم ينس التطرق إلى موضوع المرأة بشكل عام من خلال مقالتيه "احترام المرأة"، و "الفتاة والبيت".

تقييم قارئ الكتب :

شكرا لبلوغك نهاية مراجعتنا نتمنى أن تكون مفيدة لك. دعني أسألك الآن. هل قرأت الرواية من قبل ؟ ما تقييمك لها؟ ما رأيك في ما أشرنا إليه؟

ملاحظة :

- إن لم تقرأ الرواية من قبل نشجعك على فعل ذلك. فقد يكون التلخيص مفيدا لكن الرواية ممتعة و الإبحار في الأحداث و تفاصيل الصفحات لا يمكن الإستغناء عنه.

ولا أنسى ذكر مقالته عن مدة "الأربعين"، والتي ودع فيها شبابه وناجاه بأسلوب ترق له الأفئدة، ومساءلته "للشعرة البيضاء" الأولى التي ظهرت معلنة تمردها وبداية عصر جديد.

إن كتاب "النظرات" هو رائعة أدبية بمختلف المعايير لغويا ومعنويا ... إنها رسائل من الكاتب لتثلج القلوب تارة وتنعش الفكر وتحيي القلب تارة أخرى.

إنها رحلة يحتاجك سيدي القارئ/ سيدتي القارئة بأن تخوض غمارها وترى أي المقالات قد أحدثت داخلك فرقا، واجتاحت سراديب روحك وعالجت تساؤلا ما قد انتابك في يوم من الأيام ...