مراجعة كتاب "عمل عميق" للكاتب كال نيوبورت
تعلم كيف تنتقل من العمل السطحي إلى العمل العميق. بحثا عن إنتاجية أفضل


في العصر الحالي مع التطور التكنولوجي و ظهور مواقع التواصل الإجتماعي. باتت هذه الخدمات تتنافس على أغلى ما يملكه البشر و هو الإنتباه. فتعمل آلياتها و خوارزمياتها بشكل متواصل لجذب إنتباهك لتقضي أكبر وقت ممكن مستعملا خدماتها. فالمشكل حقيقة هو عدم معرفة مستخدميها أن إنتباههم صار أكثر العملات أهمية و تتقاتل الشركات و تنفق الأموال لتحصل عليه. و من جهة ثانية تركنا لأنفسنا بالخوض دون توقف في هذه المواقع يقلل من إنتباهنا و كفائة تنفيذ مهامنا اليومية و العلمية. فينتقل بنا من مستويات العمل العميق إلى العمل السطحي و تعدد المهام. فما العمل العميق و أهميته و كيف نستعيد إنتباهنا لنوجهه لما يحقق الخير لنا ؟
الفهرس :
- ما العمل العميق و ما فائدته؟
- كيف ننتقل من العمل السطحي للعمل العميق ؟
- الملل و العمل العميق
- مواقع التواصل الإجتماعي و العمل بعمق
- الحد من السطحية
- خلاصة
- تقييم قارئ الكتب
ما العمل العميق و ما فائدته؟
العمل العميق كما عرفه الكاتب هو كل الأنشطة المهنية التي تؤدى في حالة من التركيز المتواصل الذي يدفع قدراتك المعرفية إلى أقصى مدى. بينما العمل السطحي هو المهام التي لا تتطلب معرفة و ذات طابع لوجيستي و تؤدى في أثناء تشتت الذهن.
و إن نظرنا اليوم في الحالة الإقتصادية و الإجتماعية للعالم. نرى أنه في ظل الإقتصاد المفتوح أننا نستطيع من منزلنا العمل مع أي شخص حول العالم ناهيك عن الذكاء الإصطناعي. و التنافسية بلغت مستوى غير مسبوق. فلم يعد كافيا لأي منا أن يكون صاحب أفضل خدمة في الحي أو المدينة فهو في تنافس دائم مع جميع مقدمي الخدمة حول العالم.
و لترتقي بخدماتك للأفضل و تظل تحت الطلب فأنت بحاجة لأمرين :
· تعلم الأشياء بسرعة : عن طريق التركيز في مهمة واحدة بشكل مطلق و مراجعة كاملة لما حققته من تتطور
· القدرة على العمل بعمق لفترات طويلة
المستثنون من هذه التنافسية هم :
· العمال فائقو المهارة : وهم العمال الذين إستطاعو تعلم الآلات الجديدة بسرعة و تعلموا إستخدام الذكاء الإصطناعي لتطوير مهاراتهم.
· النجوم
· أصحاب الأعمال الذين يستثمرون أموالهم في التكنولوجيا الحديثة
رغم إعتراف المؤسسات بأهمية العمل العميق و مدى الإنتاجية التي تحققها باتباع أساليبه. إلا أنه لازال العمل داخلها يعد سطحيا. فنجد المؤسسات التكنولوجية الضخمة كفايسبوك و غوغل و بعض الجامعات الأمريكية لا تزال تعتمد على طرق إنتاجية تعد سطحية كالتعاون التصادفي * و التواصل السريع و التواجد النشط على وسائل التواصل الإجتماعي و نهج فكرة 'الإنشغال كبديل للإنتاجية'
كيف ننتقل من العمل السطحي للعمل العميق ؟
العمل العميق مهارة يستطيع أي شخص إكتسابها مع التدريب. ومما يلي الخطوات اللازمة إتباعها لتنتقل من السطحية إلى العمق:
1. حدد فلسفة عمقك :
* فلسفة الإعتكاف : إحالة أعمالك السطحية لشخص آخر للقيام بها و التركيز فقط على ما هو مهم
* فلسفة الإزدواجية : تخصيص وقت تقل فيه الملهيات 'الفجر' للعمل بعمق ثم العودة للحياة العادية و متطلباتها
* فلسفة التناغم : تحويل العمل العميق إلى عادة منتظمة بسيطة داخل يوم العمل العادي
* فلسفة الصحافة : التحول المستمر بين العمل العميق و السطحي كلما توفر الوقت داخل يوم العمل العادي
2. ضع طقوسا معينة : و ذلك بتحديدك لمكان تخصصه للعمل العميق ثم بمؤشر تقيس به مدى إنتاجيتك و أخيرا ما يعينك على تركيزك كالشاي أو القهوة
3. قم بتغييرات كبرى : باستثمارك لمالك أو وضعك لعواقب إن لم تنجز المهمة اللازمة. بذلك يستجيب عقلك للتركيز الذي تطلبه منه مخافة العواقب المحتملة
4. لا تعمل بمفردك : يشترط العمل مع الآخرين وجود كل واحد منهما في مكان مغلق خاص للتركيز ثم إنفتاح هذه الغرف على أماكن مشتركة حيث يتناقش الجميع فيفيد البعض الآخر 'نظرية الإبداع التصادفي' أو بالعمل مع شريك واحد في موضوع واحد أو 'تأثير السبورة'
5. نفذ كأنك تقوم بعمل تجاري :
* حدد الأهداف التي تريد تحقيقها بعد إنتهاء عملك
* قم بتتبع نتائج فترات أعمالك العميقة الماضية و قم دائما بمراجعتها و تطويرها
* حاسب نفسك كل نهاية أسبوع لمعرفة مدى إنتاجيتك و كيف تزيد منها و لتعرف المعيقات التي قللت من إنتاجيتك لتتجنبها مستقبلا
6. كن كسولا : ما أن تنتهي ساعات عملك إرتح و لا تفكر في العمل وسط بيتك فعقلك كما يحتاج للعمل فهو يحتاج للراحة ليعيد شحنه و تحافظ على إنتاجيتك في اليوم التالي
الملل،الملهيات و العمل العميق :
صار الملل حالة غير إعتيادية ينبغي التخلص منها بأي وسيلة كانت. حتى أصبحت عقولنا تستجيب بشكل شبه تلقائي أمام حالة الملل بحمل هواتفنا و البحث عما يجذب إنتباهنا و ينسينا حالة الملل التي كنا فيها.
لكن العديد من تقنيات التنمية البشرية ترى الملل محفزا للإنتاجية. و تراه مصدرا للبحث و التأمل و إيجاد حلول للمشاكل 'الشخصية أو المهنية' إضافة إلى كونه يساعد عقولنا على التعود على العمل بعمق و البعد عن المشتتات.
هنا لا يوصي الكاتب بتقبل الملل و البعد تماما عن الملهيات بل فقط بتقنينها و ذلك عن طريق:
* خذ فترات راحة من التركيز : ضع فترات محددة تسمح لنفسك بولوج الأنترنت و التجول في عالمه دون قيود ثم عد لعملك و فترات تركيزك
* إعمل مثل 'تيدي روزفلت' : ضع مواعيد نهائية إلزامية لنفسك أمام كل مهمة تقوم بها و إن كانت مواعيد مصطنعة
* التأمل الإنتاجي : يتمثل في إستغلال أوقات تمشيتك أو رياضتك في التفكير في أمور عميقة 'من عملك أو حياتك الشخصية' و إيجاد حلول لها
مواقع التواصل الإجتماعي و العمل بعمق :
العمل العميق شأنه شأن الإرادة، كالعضلة تستطيع تمرينها لتصير أفضل. لكن قدرة كليهما تكون محدودة في اليوم كالبطارية، ما أن تنفذ إلا و ينبغي إعادة شحنها. هذا المفهوم سماه الكاتب 'القدرة المعرفية'
لذلك كما أشرنا سابقا فالكسل و الراحة مهمة للحصول على ثمار العمل العميق. و كذلك العمل السطحي مهم لجني تلك الثمار.
إليك بعض النصائح لتوازن بين السطحية و العمق :
* حدد مدى عمق كل نشاط
* جدول يومك بدقة : ضع جدولة لأوقات عملك العميق و أخرى مخصصة لكل ما هو سطحي ثم أوقات راحتك
* إنته من عملك مع حلول السادسة مساء : بذلك تزيد الضغط على جدول عملك. فترفض كل ما هو سطحي و تركز على ما هو عميق
* فلتكن صعب المنال: لا تنخرط في أي عمل لا يزيد من إنتاجيتك. و لا تعطي الآخرين الحق في التواصل معك وقتما شاؤوا. بل ينبغي أن يحترموا جدولك 'إلا إن كان حالة طارئة'
* إسأل مديرك عن ميزانية 'السطحية' : ذلك يساعدك على تجنب الأعمال السطحية في المكتب 'كالإجتماعات غير المهمة' و التركيز على رفع إنتاجيتك
الحد من السطحية :


تقييم قارئ الكتب :


شكرا لبلوغك نهاية مراجعتنا نتمنى أن تكون مفيدة لك. دعني أسألك الآن. هل قرأت الكتاب من قبل ؟ ما تقييمك للكتاب؟ ما رأيك في ما أشرنا إليه؟ أينقصنا معلومة مهمة في نظرك لم نشر إليها؟
ملاحظة :
- إن لم تقرأ الكتاب من قبل نشجعك على فعل ذلك. فقد يكون التلخيص مفيدا لكن غنى الكتاب بالمواقف الشخصية و التجارب الواقعية سيفيدك أكثر في سعيك لبلوغ الكفاءة الإنتاجية التي تطمح لها.
مواقع التواصل الإجتماعي لا تنطوي على شر متأصل، فأحيانا تعد من الأدوات اللازم استخدامها للنجاح في عملك أو حياتك. لكن ينبغي أن تقنن إستخدامها و تدرك مدى فائدتها في حياتك.
كيف تقوم بذلك إذن؟
* توجه الحرفي : ضع 3 أهداف في كل من حياتك المهنية و الشخصية و حدد بحيادية مدى قدرة وسائل التواصل الإجتماعي على مساعدتك لبلوغ أهدافك. إن ساعدتك فإستخدمها و إن كان الجواب 'لا' فأنت بخير بدونها
* قانون القلة الحيوية : تحدى نفسك بعدم الدخول لتلك المواقع لمدة شهر ثم بعدها إسأل نفسك. هل إهتم الناس بغيابي؟ هل كان الشهر الماضي ليصير أفضل لو إستخدمت مواقع التواصل الإجتماعي ؟ إن كان جواب أي من السؤالين ب 'نعم' فعد للمنصة.
* لا تجعل تسليتك مرتبطة فقط بالأنترنت : فأنت قادر و ينبغي أن تخطط لوقت فراغك. أشغل نفسك بتعلم المهارات و الهواية و قراءة الأدب و المشي في الطبيعة
جميع الحقوق محفوظة © 2025
القائمة :
عن قارئ الكتب