معضمنا يعيش حياته وفق أوصاف و خصائص يضعها لنفسه في مرحلة من عمره و يعيش وفقها دون إعادة النظر فيها. فيكون وفقها إنسانا عصبيا و منفعلا. أو يكون لطيفا يعبر عن غضبه بالعدوانية السلبية و جلد الذات. هؤلاء الأشخاص هم أنا و أنت و غيرنا. و ما لا ندريه حقيقة هو أن هذه الأفعال التي إعتقدنا أننا إخترناها بإرادتنا ماهي إلا بعض من العقد النفسية و العوامل الخارجية التي أدت إلى تبني هذه العقلية أو تلك. فكيف شكلك محيطك ؟و ما العقد التي تعيشها يوميا لكنك تراها جزءا منك. بدل كونها مشكلا ينبغي علاجه؟ و كيف يمكنك التصرف الآن لتعرف من أنت حقا ؟

الفهرس :

- فهم النفس و علاقتها بالآخر

- تطوير الذات و خرافات التنمية البشرية

- الصلابة و الهشاشة النفسية و العاطفية

- الصراعات النفسة و أنواعها

- الإنسان الناضج

- خلاصة

- تقييم قارئ الكتب

فهم الفس و علاقتها بالآخر :

في قسم النفس و معرفتها. بدأ الكاتب بالتفريق بين الوعي و الإدراك. فالوعي هو القدرة على تحليل أمر ما بشكل شمولي و عميق. يتشكل أساسا بالبحث و المعرفة و الحديث مع الخبرء. فهو من يضع المعايير التي تريد أن تصير عليها بناء على ما إكتسبه من معرفة. و عكسه الإدراك المثمثل في القياس المباشر على الواقع. أي سلوكك اليومي / اللحظي و يتم إكتسابه عن طريق التجربة فقط. و كلما كانت الفجوة بينهما كبيرة كلما إزدادت إزدواجيتك و عقدك النفسية.

لينتقل بعدها الكاتب ليحدثنا عن الصورة التي نرى بها نفسنا و التي نريد للآخرين أن يروها عنا. ليوضح أن أهم ما ينبغي أن ترتبط به صورتك عن نفسك يكمن في كونك ذو قيمة و عظيما أمام ذاتك. أما الصور و الأهداف الخارجية فيمكن أن نضعها لنفسنا لكن لا نربط صورة نفسنا بها لكي لا تتغير قيمتنا. أما أمام الآخر فصورتك لا ينبغي أن تكبحك من التعبير عن مشاعرك و إبراز شخصيتك الحقيقية.

لينتقل بعدها لجذور هذه النفس التي مثلها في ثلاث أبواب : العمل و المادة / العلاقات/ الذات. و ما ينبغي القيام به هو البحث في كل من هذه الأبواب عن : مخاوفك/ عقدك/ نواقصك/ تعلقاتك/ إدمانك/ مكبوتاتك. ثم إبدأ في علاجها على حدة. إن أهملت هذه التساؤلات ستضهر لديك أعراض و مشاكل أخرى كالهلع و شتى أنواع الإدمانات. لكن لا تنسى أنها أعراض و المشكل الحقيقي خلف أحد تلك الأبواب فلا تنشغل بها عن حقيقة مشاكلك النقسية.

بعد البحث في هذه الأبواب ومعرفتك أنك ذو قيمة. تأتي المرحلة التالية المثمتلة في معرفة ذاتك و مراجعة معتقداتك و تصوراتك. و ذلك يتطلب عزيمو قوية و جهدا عقليا كبيرا. إذ أن عقلك يحسن إستخدام طاقته. و آخر ما يشغل باله هو مراجعة ما تعود عليه من معتقدات و تصورات. فالأسهل بالنسبة له هو أن يقوم بخداعك. و هذه هي حيله :

· مغالطة التوكيد : تقبل كل ما ورثته دون حيادية أو تحليل

· الخوف لإخفاء الحقيقة

· التركيز على الآخر بذل الذات

· التشتيت بالإدمان

· إنفعالات سلبية تجاه المخالف و شيطنته

· النكدية و التذمر و الشكوى

تطوير الذات و خرافات التنمية البشرية :

كما ذكرنا إعلاه فإن عدو عقلك التغيير. لكن لماذا ؟ ببساطة لأن أي تشكيك في عاداتك القديمة "إيجابية كانت أم سلبية" هو دحض لهويتك الذاتية. و بالتالي تنشأ مقاومة عقلية أمام هذا التغيير المفاجئ الذي يهدد زوال هويتك الذاتية. و أمام هذا التهديد عقلك يستخدم سلاحه الوحيد الفتاك وهو الخوف.

منبع الخوف هو ماضيك و تجارب حياتك وما عشته من صدمات. هنا تملك خيارين إثنين : إما أن تنحني و تكسر أمام هذا الخوف ليسيطر السلام على عقلك لكنك باق في مكانك دون أي تغيير يذكر. أو أن تقاوم هذا الخوف و تظهر لعقلك الكاره لكل تغيير أنك أنت من يحدد سلوكياتك و أفكارك.

في مجال تطوير الذات هناك نوعين من التطوير : العمودي وهو تغيير غير مألوف و صعب أن تحدثه بين ليلة و ضحاها. نتائجه تكون جيدة جدا لكنه يحتاج لمجهود و طاقة كبيرة و بالتالي فالمقاومة العقلية تكون أكبر. و الأفقي : وهو أي تغيير مألوف و منطقي على المستوى العقلي. فأي تحد قمت به مسبقا ومرت فترة و ينبغي أن تعيد تحقيقه فسيكون تغييرا محمودا بسيطا لدى عقلك و المقاومة العقلية ستكون أقل.

فأمام ما ذكرناه إن كنت تواجه صعوبة أمام تحد جديد. حاول تقسيمه لمراحل عدة بسيطة تكون أولاها ربما مألوفة لديك أو سبق و حققتها. تم خطوة خطوة ليصير الصعب سهلا. و التطور ينتقل من أفقي إلى عمودي.

من ناحية مغالطات التنمية البشرية. فالكاتب ذكر العديد من التقنيات و الأفكار الحديثة و مدى واقعيتها و قدرتها على تطويرك. نلخصها فيما يلي :

- المرشد: يجب تبني المرشد بناء على علمه و تجربته الواقعية لا شهرته. و ينبغي أن يكون متخصصا في المجال الذي تبحث فيه عن الإرشاد. و مهما تكن نصائحه ينبغي دائما مراجعتها و قبول ما هو منطقي و ترك الباقي. مع مراجعة ذاتية لما بلغته و ما يقدمه مرشدك كل 4 أشهر. فإن حصلت على كل تجارب مرشدك إبحث عن مرشد آخر حتى تبلغ هدفك.

- التأمل : تجنب الإنغماس فيه لمدة طويلة فما يحتاجه عقلك أكثر هو التجارب الواقعية.

- المخيلة الإيجابية : ليست القوة التي يتم الترويج لها. لكن البعض منها قد يساعدك في مواجهة مخاوفك.

- العمل الجاد المثمر : لا جدوى منه دون خطة واضحة.

- الإيجابية المفرطة : زيف و إنفصال عن الواقع.

- الإنجاز الزائف و نشوة الفاعل: تتمثل في حصولك على نشوة إنجاز لمجرد قراءتك لأمر ما أو مشاهدة فيديو عنه. لكنك تعلم أن الطريق نحو الإنجاز هو العمل.

- التوكيدات : ما لم تكن مرتبطة بأمور واقعية حدثت لك. فلا جدوى منها.

الصلابة و الهشاشة النفسية و العاطفية :

مفهوم الصلابة النفسية و العاطفية بشكل مبسط هو قدرتك على العودة لحالة التوازن النفسي و السكون النفسي بشكل سريع بعد تعرضك لأي صدمة. و هذا لا يعني كبت مشاعرك أو عدم التعبير عن أحاسيسك بل بإعطاءه قدرها تم القيام و النهوض و مواجهة ما هو قادم.

من فوائد الصلابة النفسية :

· التماسك في فترات الضغط العالي و ضبط الإنفعالات

· عدم الحاجة لإستخدام آليات الهروب من الألم

· عدم الغوص في التفكير المفرط و العودة بسرعة للواقع

كيف نكون هذه الصلابة إذن ؟

· تعريض نفسك لأكبر قدر من المواقف و التحديات إضافة لتحليل هذه المواقف بواقعية لمعرفة نقط ضعفك و العمل عليها

· التدريب على إتخاد قرارات سريعة و العودة للواقع بدل الهروب للتفكير المفرط

· بناء عادات صحية و الإنضباط و الصرامة مع الذات

· توجيه تركيزك لما تتحكم به و وضع نظام تطوير دائم "أفقي أم عمودي"

أما الهشاشة النفسية فهي عدم قدرت عقلك على تحمل الصدمة. فتسيطر عليك مشاعرك و أفكارك السلبية و تبعدك عن واقعك

كيف تتصرف؟

1- التحليل الذاتي : تحليل نفسي لا يتجاوز ال 20 دقيقة تذكر فيه ما يلي :

من وجهة نظر المراجع : أذكر كل ما تشعر به

من وجهة نظر الطبيب : تحليل منطقي واعي للموضوع

من وجهة نظر الأم و الأب : صوت التعاطف مع الذات و التقبل

من وجهة نظر العقل : كل الأصوات السلبية

من وجهة نظر الوعي : ما الحكمة مما وقع ؟

2- الإبتعاد عن آليات الهروب من الواقع

3- الإنضباط على العادات كأنها مسألة حياة أو موت

4- التفاعل الواقعي : أي أن لا تبقى وحيدا تفكر في مشاكلك. بل إنغمس في الأنشطة الإجتماعية

الصراع العاطفي :

العلاقة العاطفية السوية تمر بعدة مراحل. فهي تبدأ بمرحلة التعارف التي قد تمتد لثلاثة أشهر. تكون الأطراف خلالها غير ملزمة بأي شيء تجاه بعضها وهدفها هنا التعرف على الآخر ومدى تلائم الأفكار و الرؤى. لتمر العلاقة إلى مرحلة مواقف الحب التي قد تصل إلى 6 أشهر. يلتزم الطرفان فيها لبعضهم و يتم خلالها تقويم المواقف الحياتية و مدى قابلية الطرف الآخر للإنغماس في العلاقة. تم مرحلة تقبل العادات و المواقف. التي قد تصل إلى 9 أشهر. هنا بعد إيجاد شريك الحياة يتعود الشريكين على بعضهما البعض و يكتشفان عاداتهما و يعملان عليها فيتم تقبل بعضها و تغيير أخرى ثم يأتي قرار الإرتباط.

فما مواقف الحب إذن و كيف نميزها؟

- التمسك و الإحتواء في الشدة و المشكلات

- الدعم المادي و المعنوي و التشجيع

- التوفر الوقتي

- الإعتناء التفضيلي

- الدعم الجنسي و الحميمية الجسدية

- التتابعية لأحداث يومه

- التقبل لعيوبه التي لا تضرالعلاقة

- إستشعار قيمته

ما العقد المنتشرة في العلاقات العاطفية ؟

· نمط السلبي اللطيف : يراعي مشاعر الطرف الآخر على حساب نفسه

· نمط القوي الزائف

· عقدة الخضوع

· عقدة المسؤولية : مسؤولية مفرطة لدرجة الشعور بالذنب إن لم يأذي أمورا ليست حتى من مسؤوليته

· عقدة العطاء

· عقدة الهيرو : يصير بشكل لا واعي المصلح و الطبيب النفسي للبشر

· عقدة وهم العذر : حيث يبرر أفعال الطرف الآخر ليتجنب الألم

· عقدة الشكل : يرى أنه ناقص من حيث الشكل مقارنة بالطرف الآخر

· عقدة الطفل : لا يكون الشريك ناضجا عاطفيا إجتماعيا أو عمليا

الصراع الإجتماعي:

الشخص الناضج إجتماعيا هو ببساطة من يستطيع أن يكون ذاته و يعبر عن نفسه بلا خوف ولا ملاطفة زائدة. كما قال الكاتب عن محاورة الغير "تخيل نفسك كأنك في المنزل تحاول أخاك بلا تكلف". لذلك إليك بعض القواعد التي ستساعدك على تنمية مهاراتك الإجتماعية و تجنب الصراع الإجتماعي :

- أثناء الحوار مع غيرك. تستطيع أن تقول شيئ يفعل عقدة لدى المتلقي. لا ذنب لك في ذلك لكن إن إعترف لك بها قبلا فينبغي لك إحترام حدوده الشخصية

- ينبغي أن تقسم علاقاتك لما هو سطحي. شبه عميق و عميق

- الصداقات لا تحسب بالسنين بل بعمق المواقف

- ينبغي عليك جدولة تجاربك الإجتماعية لتطورها. فكما قلنا سابقا عقلك يتعلم فقط بالتجربة.

ما العقد التي قد نواجهها أثناء تعاملنا في الوسط الإجتماعي ؟

· عقدة الإنبهار و النقص و الإستحقاق : تنبهر من غيرك ' لإنجازه أو مكانته أو شكله' فترى نفسك ناقصا.

· الكذب المرضي : غالبا للتهرب من المسؤولية. و يتم خلاله المبالغة في التعبير عن المشاعر و توظيف حقائق غير مرتبطة بما حدث ليلقي اللوم على غيره

· عقدة الضحية : يحاول أن يذكرك بما يوقفك في سعيك و يبرر ذلك بصدقه و معرفته بمصلحتك

· عقدة الهيرو و السلبي اللطيف المشار إليها أعلاه.

صراع العمل و المادة :

أو صراع الموظفين و أصحاب الأعمال. هنا نجد الكاتب يعطي أنواع كلا الفئتين مع نصائح عن القيمة و كيف تكون موظفا إستثنائيا. لخصنا في الجدول أهم شخصيات الموظفين و رؤسائهم

اصحاب الأعمال :

-القوي الزائف أو النرجسي

-النرجسي الخفي

-الصارم الناضج

-السلبي اللطيف

الموظفين:

-المفكر : يحلل آليات العمل و يطور أدائه

-الآلي : يؤدي فقط ما أعطي له من مهام

أما أهم ما ينبغي الإلتزام به لتكون موظفا إستثنائيا :

- الحضور قبل الوقت

- أخبر مديرك بما حققته نهاية كل شهر

- عندما تخطئ لا تبرر بل ناقش/ أنصت / أصلح

- كن مبادرا

- لا تأخد الأمور بشكل شخصي

- عبر عن ما يضايقك

الصراعات النفسة و أنواعها :

بالنسبة للكاتب فالإنسان الناضج هو إنسان ذو أهداف محددة قريبة (6 أسابيع) و بعيدة. دائم السير نحوها. مستقل بذاته و يرفض الإعتمادية و الخضوع. ذو صلابة نفسية دائم التطور (عموديا كان أم أفقيا) لا يعيش في صور الإزدواجية (فلن يقول شيئا إلا أن يقوم به). و لا يستطيع الإنسان بلوغ هذه المرحلة إلا عن طريق التجربة و العيش في جحيم المواقف غير المريحة.

الإنسان الناضج :

تقييم قارئ الكتب :

شكرا لبلوغك نهاية مراجعتنا نتمنى أن تكون مفيدة لك. دعني أسألك الآن. هل قرأت الكتاب من قبل ؟ ما تقييمك للكتاب؟ ما رأيك في ما أشرنا إليه؟ أينقصنا معلومة مهمة في نظرك لم نشر إليها؟

ملاحظة :

- إن لم تقرأ الكتاب من قبل نشجعك على فعل ذلك. فقد يكون التلخيص مفيدا لكن غنى الكتاب بالمواقف الشخصية و التجارب الواقعية سيفيدك أكثر في سعيك لبلوغ النضوج و التفوق النفسي.