مراجعة كتاب "سيكولوجية المال " للكاتب مورغان هوسل
قراراتك المالية ليست كلها عقلانية. فمشاعرك تقرر أكثر مما تظن


من منا لا يعرف أهمية ادخار المال أو إلإسثمار في البورصة أو العقار أو حتى في المهارات عالية الدخل لكن يبقى السؤال. لماذا لا نقوم بذلك؟ ما الذي يمنعنا من الإقدام على تلك الخطوات رغم معرفتنا بأهميتها؟ هذا بالضبط ما يحاول كتاب 'سيكولوجية المال' الإجابة عليه...
الفهرس :
- قراراتنا المالية
- الإدخار
- فن الإستثمار "الحظ و المخاطرة"
- بلوغ الثروة و المحافظة عليها
- التشاؤم و تغيير الخطط المالية
- خلاصة
- تقييم قارئ الكتب
قراراتنا المالية :
التخطيط المالي لا يتم بصفة عقلانية خالصة لبلوغ أهداف مالية مسبقة التحديد. فأغلب قراراتنا المالية يتم اتخاذها حول مائدة الطعام. حين تجتمع العائلة على طبق ما. أو في المقاهي محاطين بأصدقائنا وأحبابنا.
الأحاسيس أيضا تلعب دورا مهما في قراراتنا. خاصة المتعلقة بالإنفاق. فكم منا ابتاع أشياء عديدة ظانا منه أنها ما يحتاجه ليصلح حياته. لكن بعد الحصول عليها تبقى الأحاسيس كما هي بينما تنقص أرصدتنا البنكية.
أيضا تجاربنا الحياتية التي نمر منها خاصة في المراحل الأولى من البلوغ. فمن عاصر حربا أو مجاعة أو أزمات مالية سيكون أكثر قابلية للادخار وأقل خوضا لمخاطر الاستثمار.
التربية لا تأثر فقط على كيف نخطط لما نجنيه من المال. بل تؤثر على كيف نرى العالم من حولنا. فتجد شخصا يرى أمرا ما على أنه فرصة للربح. فيتقبل المخاطرة ويبدأ باغتنام الفرصة. بينما الآخر يراها كفرصة لكنه عاجز عن الإقدام عليها وغيرهما لم يعتبرها فرصة قط.
ومن العوامل المأثرة أيضا نجد التسويق. الأنانية والحظ
الإدخار :
نظريا كل فرد ينبغي أن يدخر -على الأقل- 10 % من دخله الشهري إضافة إلى امتلاكه ما يعادل 6 أشهر من دخله مخصصة فقط لحالات الأزمات والطوارئ
واقعيا ينقسم الناس لثلاث فئات:
*المدخرون
*الذين يعتقدون أنهم لا يستطيعون الادخار
*الذين يعتقدون أنهم ليسوا بحاجة للادخار
عندما يتعلق الأمر بالادخار فالسؤال الذي يطرح هو ما هدفك من الادخار؟ وبخلاصة ينبغي أن تدخر فقط للادخار نفسه. لا ينبغي أن تربطه بهدف معين.
الادخار يسمح لك ب:
*بلوغ الثروة: الادخار هو العامل الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه في معادلة الثراء
*أن تنتظر الفرص المثمرة فتنتهزها
*أن تكون مرنا وتدافع على حقوقك المالية في مكان العمل
*أن تمتلك مجالا للخطإ:
1/ تملك القدرة 'المالية' للقيام بقرارات استثمارية أفضل بعد الفشل في أحد الاستثمارات
2/ تمكنك من الالتزام بتوفير الحاجيات أثناء الأزمات
3/ تسمح لك بالإقدام على المخاطرة
كيف ندخر إذا؟ الجواب بسيط :
*أنفق أقل : ذلك عن طريق تقليلا ما تريد شراءه. لتبلغ ذلك ينبغي أن لا تهتم بما يقوله الناس عنك
*حدد بدقة كم تحتاج من المال لتصير 'مرتاحا ماليا': سيساعدك ذلك في تجنب الكره والمشاعر السلبية مع الغير. كما سيمنحك القدرة على التوقف والاستمتاع بما حصلته...
فن الإستثمار "الحظ والمخاطرة" :
قد يبدو الاستثمار خاصة في اعلم الأسهم أنه مجموعة من العلاقات الرياضية ممزوجة ببعض من الدراسات التاريخية لمجموعة من الأسهم أو الشركات إعلم قمنا بتخصيص الوقت في البحث عن 'أفضل' الأسهم أو المضاربين إلا وستنمون معها أموالنا.
لكن الحقيقة المرة أن علوم الإقتصاد حديثة مقارنة بالعلوم الأخرى. وكلما تعمقنا في دراسة تاريخه حتى نجد أنفسنا نقرأ عن أشياء لا توجد حاليا ولا معنى لها. أضف إلى ذلك أن سوق الأسهم تتحرك بالأخبار والإشاعات. فعند وضع أموالك في البورصة أنت تنتظر الحظ أن يكون بجانبك. لكن أعلم أن الخطر يقابل الحظ. ولكل فائز هناك خاسر.
كيف أستثمر بشكل يضمن شيء ما سلامة أموالي؟
*لا تضع بيضك في سلة واحدة: ضع أموالك في شركات متعددة في مجالات متعددة. حتى أن فشل بعضها أتى الربح من غيرها
*استثمر في أسهم ذات عائد سنوي متوسط لمدة طويلة من الوقت
*لا تقارن إستراتيجية استثمارك (بعيدة المدى). مع إستراتيجيات غيرك (قصيرة المدى)
*لا تفزع عندما تخسر الأسواق وحاول القيام بقرارات استثمارية 'مقبولة أو متوسطة'
*خروجك رابحا من فقاعات السوق أوقات الأزمات. يجعلك شجاعا لأخذ قرارات جديدة قد تكون غير مربحة.
*لا يمكنك توقع الأحداث المزلزلة للأسواق (كالحروب وغيرها) فهي تغير السوق لكونها غير متوقعة!
*لا شيء مجاني: تكلفة الاستثمار هي قبولك بتقلبات السوق والتزامك بالاستثمار لمدة طويلة من الوقت لتحقق أكبر ربح ممكن ...
بلوغ الثروة والمحافظة عليها :
في الاقتصاد. كما في السياسة أو الأدب التشاؤم دائما ما يكسب معتنقيه بحلة المعرفة والمستوى الثقافي الرفيع وتكسبهم جمهورا واسعا. فالكل خائف مترقب وسيعطي أي شيء ليعلم من الغيب شيء. على النقيض فإن الإيجابية تجعل معتنقيها يظهرون على أنهم جهلة أو سذج.
على أن التشاؤم عمل ذهني 'كسول' فهو لا يحتاج تخيلا واسعا للمستقبل. وما هو إلا استنتاج لما يراه الناظر حاليا.
لكن لماذا نحن متشائمون في ما يتعلق بالأمور المالية؟
*لأن المال يوجد في كل مكان: إن حدث شيء سيئ فسيحدث للجميع
*كبشر نهرع إلى استنتاج المستقبل مما حدث أو يحدث حاليا دون اعتبار لتكيفنا وتكيف الأسواق مع الأزمات
*التطور بطيء جدا لتتم ملاحظته. بينما الأحداث الصلبة تحدث فجأة وتؤثر على الجميع
حقيقة الأمر هي أن الاقتصاد دائما ما كان في نمو. وإن الأشياء الجيدة والإيجابية هي الحالة الطبيعية لكل شيء والأزمات ما هي إلا مراحل وإن طالت فهي ستزول ليعود النمو لما كان عليه أو أكثر.
أثناء وضع خططك وأهدافك المالية. ضع دائما في الحسبان أنك إنسان ينمو ويتطور. ربما تكون لك أهداف وأفكار معينة اليوم. لكن من يدري كيف ستصير هذه الأهداف والأفكار بعد سنين لذلك
*ضع مخططات مالية وسطية
*لا تمس بمدخراتك (إلا في حالة أزمة مستعجلة)
*لا تمس بالأسهم التي إستثمرت بها : نمو الأسهم يكون على سنوات. فحاول ألا تتدخل فيها ما أمكن
*كن مرنا : إبدأ بوضع خطة مالية جديدة تناسب أهدافك الجديدة
التشاؤم وتغيير الخطط المالية :
تقييم قارئ الكتب :


شكرا لبلوغك نهاية مراجعتنا نتمنى أن تكون مفيدة لك. دعني أسألك الآن. هل قرأت الكتاب من قبل ؟ ما تقييمك للكتاب؟ ما رأيك في ما أشرنا إليه؟ أينقصنا معلومة مهمة في نظرك لم نشر إليها؟
ملاحظة :
- إن لم تقرأ الكتاب من قبل نشجعك على فعل ذلك. فقد يكون التلخيص مفيدا لكن غنى الكتاب بالمواقف الشخصية و التجارب الواقعية سيفيدك أكثر في سعيك لبلوغ الكفاءة الإنتاجية التي تطمح لها.
مستقبلنا المالي يعتمد بشكل كبير على الحالة الاقتصادية لآبائنا وسيكون جد مقارب لما يحققه إخوتك وأخواتك من دخل حاليا. لكن هذا لا يعني أننا لا يمكننا الخروج من هذه الدائرة يمكن الثروة. ف-في نهاية المطاف- هي مهارة يمكن تعلمها.
يجب أن نفرق بين الشخص الغني والشخص الثري. فالغني يسهل التعرف عليه. فهو الشخص ذو السيارة واللباس الفخم وساعة اليد المشعة والهاتف ذي آخر إصدار. فهو بذلك يبحث عن إعجاب الآخرين به واحترامهم له. لكن حقيقة فعندما نرى شخصا كهذا نركز في الأشياء التي معه ونتمنى أن نتمكن من الحصول عليها ولا نلقي أي بال للشخص نفسه.
أما الثري فلا يمكن معرفته. فالثروة صامتة لا تعلن عن نفسها. فهي مجموعة الأصول التي لم يتم تحويلها بعد لأشياء مادية. وهذا ما ينبغي الوصول إليه.
الثروة عكس الغنى ... تسمح لنا باستغلال أهم ما نمتلكه وهو الوقت. فهي تسمح لنا بالعمل وقتما شئنا مع من نشاء. وتسمح بتمضية الوقت مع أحبتنا وقتما نشاء والاعتناء بهم. بينما الغني ينفق ماله بحثا عن السعادة في الماديات -و مع الأسف- لا يمكن بلوغها.
إذن باختصار لتحقق الثروة والمحافظة عليها ينبغي عليك :
*المخاطرة واقتناص الفرص
*-كما سبق- وأشرنا: الادخار وتنويع المحافظ الاستثمارية
*وضع خطة لأوقات الأزمات: لا أن تتوقع أزمة ما في وقت محدد فهذا غير ممكن. بل إن حدثت أزمة اقتصادية ما الذي ينبغي أن تقوم به من قرارات مالية (استثمار. خروج من السوق. ادخار. تقشف...)
خلاصة :


جميع الحقوق محفوظة © 2025
القائمة :
عن قارئ الكتب