مراجعة رواية "الرجل الذي صلب المسيح" للكاتب إيريك إيمانويل شميت

رواية الرجل الذي صلب المسيح تطرح بشكل عام مفهوم الحب والغاية المرتجاة منه، إذ أصبح مفهوما مطلقا تتآلف القلوب في ظله دون أي مراعاة لاختلافات الناس الدينية أو الدنيوية كالفقر والعنف والعبودية.

إذ استهل الكاتب روايته بسرد طفولة يشوع الحالمة على لسان يشوع نفسه في مختلف ربوع الناصرة وحديثه عن أصدقائه "موشي" و "رام" و "كاسد" من خلال حادثة صادفته وهو في عمر السابعة. ليكتشف أن المرء ما أن يكبر حتى يصغر شأنه. فهو لا يستطيع تفادي الموت ولا إدراك جل الحقائق وحتى القيام بكل شيء.

إدراكه التام أنه لن يصير نجارا كأبيه يوسف (حسب العقيدة المسيحية) أو راهبا، فهو يدرك بما لا شك فيه أنه غير متقبل لكل ما تمليه العقيدة عليه من تعاليم لا يستطيع فهمها. غير أن وفاة والده فجأة بضربة شمس جعلته جليس وحدته متمنيا لو أن والده حاضر أمامه ليخبره بمقدار حبه له.

ليصبح بعد هذا الحادث يحدث الأهل والمارة بمقدار حبه لهم. فصار بعض أهل القرية يلتمسون الحكمة في مجالسته ليفيض لهم بمكنونات نفسه وقلبه. تلك المجالس التي رآها الراهب "ناحوم" مزعجة لعقائده ومفسدة لقلوب المتدينين. فصار يهدده ويمنع الناس من الجلوس معه.

في أثناء حديثه مع رفاقه، ونشر حكمته. حاولت والدته تزويجه. إلا أنها محاولة باءت بالفشل. ذلك أن يشوع يعلم أنه لن يمنح شخصا حبا كحب العاشقين فلغة حبه مختلفة تماما وهي للناس أجمع.

في الطرف الآخر على ضفة نهر الأردن يظهر "يوحنان" مطهرا الناس من خطاياهم عبر غطس الناس في مياهه. ليعتزم المسيح المضي إليه خاصة وأنهما من عائلة واحدة. فمريم أم المسيح لها نفس نسب إليزابيت والدة يوحنان.

تقييم قارئ الكتب :

شكرا لبلوغك نهاية مراجعتنا نتمنى أن تكون مفيدة لك. دعني أسألك الآن. هل قرأت الكتاب من قبل ؟ ما تقييمك للكتاب؟ ما رأيك في ما أشرنا إليه؟ أينقصنا معلومة مهمة في نظرك لم نشر إليها؟

ملاحظة :

- إن لم تقرأ الرواية من قبل نشجعك على فعل ذلك. فقد يكون التلخيص مفيدا لكن الرواية ممتعة و الإبحار في الأحداث و تفاصيل الصفحات لا يمكن الإستغناء عنه.

حرق لأحداث الرواية !

ما أن وصل المسيح حتى بشر بأنه المنتظر. لكنه لم يتقبل ذلك، وسار إلى الفلاة وحيدا مختليا بنفسه ليكتشف أغواره لمدة 39 يوما ليعود بعدها إلى النهر ملتقيا ب "أندريه" ويسعون ليجوبوا الخليل غير آبهين بالغد. إلا أن لقاءه بأهله كان فارقا. حيث صفعه أخوه آمرا إياه بأن يعمل بدل تجواله دون هدف. آنذاك أدار له المسيح وجهه ليصفعه مرة أخرى. عافيا عن أخيه.

أكمل المسيح تجواله. هذه المرة برفقة والدته. وسمعته تتزايد يوما بعد يوم كما يزداد متبعوه والساعون للسماع والآخر من حكمه أو حتى لرؤية معجزاته أمام أعينهم. ليلتقي في ترحاله بتلميذه المفضل "يهودا". الذي حاول إقناع المسيح بأنه ابن الرب. مع ازدياد صيته وتابعيه. ازداد سخط اليهود عليه. فبدؤوا بحياكة المكائد ضده. لتنتهي رحلته بإقراره بأن أحد تلامذته سيخونه، وأنه سيصلب قريبا.

في الفصل الثاني من الكتاب نرى القصة بأكملها من وجهة نظر "بيلاطس" عن طريق الرسائل التي يبعثها ل "ثيوتيس". فيبدأ بيلاطس بوصف مقدار كرهه لأوشليم وتقاليد عيد الفصح. ومدى الاضطرابات التي أحدثها المسيح على المجتمع اليهودي وخاصة الرهبان منهم. كما وصف حياديته التامة في هذا الموضوع كونه غير مؤمن بأي من الديانات وغير مؤمن بأي نبوءات. على عكس زوجته التي أحبت يشوع وتأثره برسالته.

قبض على يشوع وطلب اليهود محاكمته بأسرع وقت. ونظرا لحب زوجته له. حاول بيلاطس أن يؤجل محاكمته واقترح محاكمة شخص آخر معروف بجرائمه البشعة. إلا أن الرهبان أمروا بتسريع محاكمة يشوع (نظرا لخطره على رسالتهم ومكانتهم داخل المجتمع). ودرءا للتمرد لم يكن لبيلاطي خيار آخر سوى أن يأمر بصلبه.

صلب المسيح ودفنت جثته. فمرت الأيام ليكتشف العامة قبل الساسة اختفاء جثة المسيح. فتنتشر الأقاويل. ظل الناس يرددون 'الملك جبرائيل هو من أخذ جثته'. لكن بيلاطس شك في "هيروتس" فقد كان من محبيه وداعميه وذو أموال طائلة. وسرقة جثته من قبرها ليس بالأمر الصعب عليه.

مرت خمس ساعات على اكتشاف الجميع بأمر اختفاء الجثة. لتنتشر أقاويل أخرى مفادها أن المسيح لم يمت أصلا. وأنه ظهر للعديد من الناس سائرا بينهم. ليطلب بيلاطس تقرير الطبيب المكلف الذي أكد أنه لا محالة من موت المسيح. ليأمر رجاله بالبحث ليل نهار سواء عنه أو عن جثته وعدم تأكيد أو نفي أي أقاويل، حتى يمنع انتشارها بين الناس. لتأتي المفاجأة التي لم يكن يتوقعها وهي أن زوجته التي يحبها حد الجنون أكد له أنها رأت المسيح حيا، وأن إيمانها به ازداد.

فتمر الساعات والأيام. لتنتشر أقاويل أخرى بأن المسيح سيجتمع بمحبيه في "جبل تابور " فينطلق المؤمنون به قاطعين المسافات حاجين لرؤيته والسماع منه ولو لمرة أخيرة. فتنطلق والدته ملبية النداء. وتنطلق زوجة بيلاطس تاركة المال والجاه بحثا عن الإيمان.