مراجعة كتاب " الأسوأ لم يأت بعد" للكاتب بيتر فليمنغ

الرأسمالية في مأزق ولا أحد منا سينجو

مراجعة الأسوأ لم يأت بعد
مراجعة الأسوأ لم يأت بعد

منذ ولادتنا إلى اليوم ومعظمنا يعيش في دول يستند اقتصادها إلى الرأسمالية. بل إن بعضنا لا يعرف وجود اختيارات أخرى بعيدة كل البعد عن التفكير الرأسمالي. لكن هذا النظام الذي سيطر على الاقتصاد العالمي، حديث النشأة وقد مر بمراحل متعددة أولها صراعه مع الاشتراكية. فما هذا النظام؟ وكيف تقدم على الاشتراكية؟ وما مستقبله ومستقبلنا تحت ظله؟

الفهرس :

- تفوق الرأسمالية على الإشتراكية السوفيتية

- بيئة العمل في ظل الرأسمالية

- المجتمع و الدولة الرأسمالية

- هل من أمل ؟

- خلاصة

- تقييم قارئ الكتب

تفوق الرأسمالية على الإشتراكية السوفيتية :

عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وبدأ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، كان الاقتصاد الشيوعي جيدا على نحو مفاجئ، مع نمو وابتكار يطغى على نظيره الأمريكي.

نتيجة لذلك اجتمع كل من ثيودور شولمز وميلتون فريدمان في جامعة شيكاغو، لمحاولة تقوية النظام الرأسمالي. وبعد ساعات من الاجتماع والتفكير ظهره فكرة "رأس المال البشري" أو "الإنسان الاقتصادي".

الهدف منه كان أن يصير كل فرد في المجتمع 'رجل أعمال غني'. لم تحصل هذه الفكرة على الشهرة بين أوساط المجتمع إلا في الستينيات، وصارت من أعمدة النظام الرأسمالي، حيث تم الترويج لها على أنها أعلى ما يستطيع الإنسان المتحضر بلوغه.

أنذاك في الستينيات تحولت الرأسمالية من نظام اقتصادي إلى نظام سياسي هدفه الهيمنة وإخفاء معالم أي نظام اقتصادي مغاير. وتعريف الإنسان الاقتصادي تغير أيضا ليصير 'آلات منطقية تمشي على قدمين تحسب الربح والخسارة'

بيئة العمل في ظل الرأسمالية :

صارت الرأسمالية تطمس الحدود بين العمل والحياة الشخصية، وحتى لو كان هناك حدود فاصلة فضغط العمل يترك الفرد مشحونا، فيصير البيت مكانا لتفريغ هذه الاضطرابات. تتكرر هذه الحلقة حتى يصير العامل بين سجنين إثنين، الأول هو العمل والثاني هو المنزل. بذلك يقضي العامل وقتا أكثر في مكتبه متحاشيا أهله ومشاكل بيته.

أما بين زملاء العمل، ففي ظل الرأسمالية ازدادت نسب التنمر والإيذاء الأخلاقي والتهديد. زد على ذلك الإدارة وكيفية تنظيمها لأمور العمل بشكل ينفع العمل وأصحابه بعيدا عن وضع أي تقدير للعمال وصحتهم النفسية...

كل ذلك يزيد من الاضطرابات النفسية لدى الفرد، والحل ربما يكون بتغيير الوظيفة، الشيء الذي منعته الرأسمالية كخيار يعتبر. ففي ظل المتطلبات الحياتية المستمرة واليد العاملة المتوفرة بكثرة، يعد تغيير الوظيفة أمرا ينبغي التفكير والتخطيط له قبل الإقدام عليه

أما أصحاب الأعمال ومديرو الأقسام والعلاقات العامة، فغالبيتهم أيضا يعانون من مشاكل نفسية، ويسمون 'السايكوباثيون الناجحون'. فالشخص السايكوباتي هو الوحيد الذي يستطيع أن يسير وفق الأرقام والتقارير فقط دون وضع اعتبار لجهود العمال ومشاكلهم الشخصية فقط ليحقق أهداف الشركة في كل ربع سنوي...

المجتمع و الدولة الرأسمالية :

نجحت الرأسمالية في القضاء على 'المجتمع' فصار كل منا يفكر في نفسه، وما يكسب وفيما ينفق، فدرجة الفردانية التي وصلنا لها اليوم لم ير قط مثيل لها من قبل، وتزداد هذه الدرجة مع تقدم وتحضر الدول.

أما علاقة الدول بالرأسمالية فمرت بمراحل عدة. ذكر منها الكاتب:

* الدولة الحاضنة: أي الدولة الديموقراطية الخيرة، التي تتدخل حكوماتها في الاقتصاد لضمان مصالح أفرادها، وهو ما سعت الرأسمالية للقضاء عليه.

* الدولة زوجة الأب: الدولة التي شجعت العصامية والأنانية بين مواطنيها، 'أي تركت الفرد في مواجهة الرأسمالية دون قيود على أي جهة منهما.

* الدولة الحاضنة المجنونة: وهي الدولة التي تسعى في التدخل في كل شيء، لكن تهمها مصالحها الاقتصادية أكثر، فتميل في سن قوانينها للشركات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال.

هل من أمل ؟

تقييم قارئ الكتب :

3 stars
3 stars

شكرا لأخذك من وقتك الثمين و قراءة مراجعتنا للكتاب. نتمنى أن نكون عند حسن الظن. ختاما نريد أن نختم موضوع الكتاب بمقولة منه "الرأسمالية النيوليبرالية تعتمد في نجاح حملتها على تألمك تحت ظلها بقلقك و إثارة أعصابك و جعل المجتمع حولك عدوانيا يزيد من ضغطك النفسي" ما رأيك بموضوع الكتاب ؟ هل قرأت الكتاب من قبل ؟ ما تقييمك؟ لا نخفيكم أننا لسنا علماء إقتصاد فقد ننسى الإشارة لبعض الأفكار ربما لعدم فهمنا لها. إن كنت من الأخصائيين شاركنا رأيك و دعنا نتحاور في التعليقات.

ملاحظة :

- إن لم تقرأ الكتاب من قبل نشجعك على فعل ذلك. فقد يكون التلخيص مفيدا لكن غنى الكتاب بالمواقف الشخصية و التجارب الواقعية سيفيدك أكثر في سعيك لبلوغ الكفاءة الإنتاجية التي تطمح لها.

منذ ولادة الرأسمالية وهيمنتها على الاقتصاد العالمي. وفي الوجه الآخر للازدهار الاقتصادي العالمي هذا ما نشهده حاليا، لكن ربما نتغافل عنه:

* الكارثة البيئية والاستهلاك: إننا بحاجة ل 1.5 كواكب أرض للمحافظة على سيرورة الاستهلاك الحالية في المستقبل، أما أمريكا وحدها فبحاجة لأربعة كواكب أرض

* الأنثروبوسين: وهو العصر الحالي، يتميز بكثرة الصناعات والإنتاجات الزراعية والفلاحية على حساب الحياة البرية وغير الآدمية، في هذا السياق يقول عالم البيئة الراديكالي ديريك جونسون : 'الطريقة الوحيدة الفعالة لانقاد الكوكب هي بالقضاء على الحضارة كما نعرفها'

* اللامساواة في الدخل وازدياد الفجوة بين الفقراء والأغنياء وعدم تساوي الجهد مع المدخول

* إخماد جميع الحركات المجتمعية و سيطرت الليبرالية على الحداثة

* الروبوتات و الذكاء الإصطناعي : تهدد أصحاب الوظائف اليدوية و المعرفية ومن يدري مستقبلا قد تهدد الوجود البشري

* إختفاء الحرية الفردية في ظل التطورات التكنولوجية و الرقمنة و البيانات الضخمة

خلاصة :

خلاصة لكتاب الأسوأ لم يأت بعد
خلاصة لكتاب الأسوأ لم يأت بعد