مراجعة كتاب " جلسات نفسية " للكاتب د. محمد إبراهيم
تخلص من ضجيج الحياة العصرية و أعد ضبط بوصلتك النفسية


أحيانا نربط ثقتنا بأنفسنا بمدى إنجازاتنا و قدرتنا على إتمام المهام بكمالية و دقة عالية منتظرين الآخرين ليقدموا الثناء لنا على صنيعنا لعلنا نعطي لأنفسنا الحق في الإحساس بالطمأنينة. لكن الحقيقية هي أن صنيعنا هذا ما هو إلا بسبب مشاكلنا النفسية التي نغض الطرف عنها و نتناسى العودة إليها و حلها لنحظى بالسلام الداخلي. فما الثقة في النفس و كيف نحظى بها ؟ و كيف نتمم مهامنا بعيدا عن وهم الكمالية و دون تسويف ؟
الفهرس :
- الثقة في النفس و جلد الذات
- الكمالية و التسويف
- أثر الحياة العصرية على النفس
- النفس و المجتمع
- التوازن النفسي
- خلاصة
- تقييم قارئ الكتب
الثقة في النفس و جلد الذات :
المنتشر حاليا في الثقافة الغربية عن الثقة في النفس هو مفهوم "السوبرمان". أي أن الشخص الواثق في نفسه قادر على إتمام جميع المهام و القيام بها وحده بتفوق بالغ. و هذا المفهوم جاء مع فلسفة نيتشيه.
لكن واقعيا الإنسان كائن إجتماعي بالضرورة كما قال عبد الرحمان إبن خلدون أي أنه عاجز عن إنجاز كل شيء وحده. أما دينيا فالإعتزاز بالنفس و التكبر مكروه مع إعطاء النفس حقها و معرفة أنها ذات قيمة في ذاتها.
فالسؤال إذن لماذا تقل ثقتنا في أنفسنا ؟
- الأحكام الباطلة التي يطلقها الشخص على نفسه ذون أذلة موضوعية
- التربية : الحماية الزائدة من طرف الآباء تفقد الشخص قدرته على تحمل المسؤولية و إتخاد القرارات
- السعي نحو الكمالية : السعي محمود لكن البلوغ مستحيل فالضعف صفة إنسانية ملازمة لكل منا
- المعتقدات الراسخة للشخص
كيف تقدر نفسك ؟
- إعرف مواطن قوة نفسك و نمها و إستعملها في مواطنه
- لا تحتقر نفسك أبدا
- إلجأ إلى الدعم النفسي ( الشخصي أو من طرف من حولك)
- إمدح نفسك دون مبالغة
- فلترة مشكلات النفس : نستهجن السلوك السيء و ليس الشخص
- إعلم أن الفرص غير متساوية و أنك لست المسؤول عن كل ما لديك من مشاكل
- إعادة النظر في كون النجاح مرتبط بكل ما هو دنيوي و إعادة الإرتباط مع فكرة الخلود و الآخرة
الكمالية و التسويف :
الكمالية وهم يشل قدراتنا على الإنجاز. فرغم كون السعي للكمال من الصفات الحميدة التي ينبغي بذل الجهد فيها إلا أن بلوغها مستحيل لأي إنسان كيفما كان.
فما أنواع الكمالية إذن ؟
· كمالية النفس : ببساطة هي عدم رضاك عن نفسك لوضعك أهدافا لم تستطع بلوغها ربما بسبب أو دون
· كمالية الآخرين : إرادتك أن يكون الناس من حولك كاملين دون خطأ. فلا ترضى بما حققوه فيشعرون بالإحباط و قد تضعف علاقتك بهم
· كمالية إرضاء الآخرين
فعن طريق تعاملنا مع الكمالية نستطيع تحديد نوعين إضافيين من الكمالية
· كمالية متوافقة : وضع أهداف عالية مع قدرة من المرونة لتجاوز الإخفاقات
· كمالية غير متوافقة : شعور بالفشل و الهروب من الخطأ أمام كل إخفاق
كيف نتعامل مع الكمالية ؟
- إختر أولوياتك بعناية
- إعط مساحة للتجربة و الخطأ
- اجتهد بذكاء : ليست العبرة في الجهد بل فيما تيذل فيه الجهد
حسب علم النفس التسويف يعتبر فشلا في تنظيم أنفسنا. لكننا جميعا نعرف أهمية إنجاز المهمة التي لانزال نسوفها.
لماذا نسوف ؟
· تعقيد المهمة
· سمات شخصية
· الكمالية و الخوف من الفشل
· الأعذار الوهمية و الخوف من الفشل
كيف نعالج التسويف ؟
- التوكل على الله و وضع خطوات بسيطة و تحمل مشاعرنا
- إبتعد عن المشتتات
- إبحث عن التحدي
- تذكر أنك لازلت تتعلم
أثر الحياة العصرية على النفس :
حرية الإختيار من أهم ما يميز مجتمعاتنا الحالية خاصة في مجال "التسوق و الشراء". فكل الأنواع متوفرة و الأثمنة مختلفة و الإختيار كله بين يديك. لكن ما ننساه هو مسألة "التسويق". فالكثير منا يقوم بإختيارات يحسبها نابعة من رأيه و إختياره. لكن عقلنا الباطن قد شكل من طرف الإعلانات لنختار هذا المنتج و نثق به بدلا عن ذلك. فتصير إختياراتنا 'الحرة' حركات على رقعة الشطرنج و حسابات قام بها أصحاب الأعمال لبلوغ محفظتك.
إذن قبل أن تشتري إسأل نفسك ما يلي :
- هل أنت حقا في حاجة لهذا المنتج ؟
- ما المشكلة التي سيحلها المنتج ؟
- ما الذي سيحدث لرغبتك إذا إنتظرت لمدة شهر ؟
كذلك مما يميز عصرنا حاليا هو "تعدد المهام". فعقلنا البشري غير مصمم على التركيز بشكل كفئ في العديد من المهام في آن واحد مع الحفاظ على نفس القدر من الإنتاجية و الفاعلية. لكن لماذا أصبحنا مدمنين على تعدد المهام؟
الأمر ببساطة متعلق بكمية المعلومات التي تدخل عقولنا و تحتاج معالجة. بهذا الكم الهائل عقولنا تظن أنها تقوم بعمليات فكرية مهمة و كبيرة. هنا يفرز الدوبامين و يخلق وهم الإنجاز لدينا. فتتذكر عقولنا هذه الحلقة. فنتغاظى عن الأعمال العميقة لقلة الدوبامين الناتج عنها و نسعى لتعدد المهام دون الوصول لمبتغانا من العملية الفكرية.
كيف نختار أولوياتنا و أهدافنا بدقة ؟
حسب نظرية الفصل الشعوري إسأل نفسك هذه الأسئلة :
· تخيل بعد عشر سنين من الآن. ما المهمة التي كنت لتعطي لها الأولوية حاليا
· تخيل أنك شخص غريب لأي مهمة ستعطي الأولوية في سياقك
· لو كان الموقف خياليا ما المهمة ذات الأولوية
النفس و العلاقات :
عقولنا تحب العادات و تكره كل ما هو مستجد غير متوقع. لذلك لتصل للإتزان النفسي أولا إلتزم بوقت مخصص للعمل و آخر لعاداتك الجيدة و هواياتك. فذلك سيقلل الضغط على نفسك و يزيد من إنتاجيتك.
أما في الحالات الطارئة. أولا إلتزم بما تستوجبه الحالة حتى إنتهائها ثم عد مباشرة لما كنت عليه من عادات.
ما الذي نحتاجه لنجد الإتزان في حياتنا ببساطة ؟
· ثقة عالية بالنفس
· قلة التوتر
· شعورك بإمتلاكك لزمام الأمور
· الكفاءة الذاتية
التوازن النفسي :


تقييم قارئ الكتب :


شكرا لبلوغك نهاية مراجعتنا نتمنى أن تكون مفيدة لك. دعني أسألك الآن. هل قرأت الكتاب من قبل ؟ ما تقييمك للكتاب؟ ما رأيك في ما أشرنا إليه؟ أينقصنا معلومة مهمة في نظرك لم نشر إليها؟
ملاحظة :
- إن لم تقرأ الكتاب من قبل نشجعك على فعل ذلك. فقد يكون التلخيص مفيدا لكن غنى الكتاب بالمواقف الشخصية و التجارب الواقعية سيفيدك أكثر في سعيك لبلوغ الكفاءة الإنتاجية التي تطمح لها.
الخوف من الرفض :
معضم آلامنا النفسية تأتي من الخوف من تقييم الآخرين لنا. وذلك عائد لأمرين إثنين
- التربية : حيث يتم وضع أهمية كبيرة لكيف يراك الآخرون و يتم ربط قيمتك بتقييمهم لك
- الأنماط العقلية : فكرة أنك تقيس مدى إحترامك لنفسك بمدى حب الآخرين لك فتضع إحتياجاتهم فوق إحتياجاتك و تتصنع التلطف لتقي نفسك من ردات أفعالهم.
وضع الحدود :
أغلبنا لا يضع الحدود اللازمة في أي من علاقاتنا و السبب غالبا يعود لكوننا نخاف من أن نظهر على أننا أشخاص عدائيون. لكن الفرق واضح بين العدائي و الشخص الحازم. فالأول يبالغ في النقاش و لا يهتم إلا بالفوز محقا كان أم لا. بينما الثاني يعبر عن نفسه و يضع النقاش هدفه و مستعد للتسوية إن كان مخطأ.
لذلك. دعنا نبدأ ببعض القواعد التي ستساعدك في تطوير شخصيتك الحازمة :
· لا بد أن تقول لا : في فن الحوار الغير يقتنع ب 'لا' كجواب أكثر من 8 مرات بدل 'لن أستطيع'
· إبدأ بمواقف صغيرة
· إلتزم بالعبارات القوية و الهادئة و غير قابلة للتفاوض
· قدم نفسك عن الآخرين
· إبحث في نفسك عن مصدر آخر للحب و التقدير
التجنب :
عندما تواجهنا تجارب معقدة أو جديدة مثيرة قلقا و ضغطا كبيرا علينا. دماغنا غالبا ما يلجأ للهروب منها و تجنب مواجهتها. و هذه الإجابة تكون إجابة مرضية تلقي بنا في حلقة مفرغة من الخوف و التجنب. إذن ما السلوكيات التي تعد تهربا و تجنبا ؟
- رفض التفكير فيما يخيفك
- تجنب أي إشارة تذكرك بالأمر
- تجنب التحديات لتجنب الخسارة
- عدم إختبارك لأي من مخاوفك
ما الحل إذن ؟
· التعرض التدريجي لمخاوفك
· التعرض التخيلي : أن تتخيل قيامك بكل خطوة مما يخيفك
جميع الحقوق محفوظة © 2025
القائمة :
عن قارئ الكتب